دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السلطات الفرنسية إلى “تنظيف مواقع التجارب النووية” التي أجرتها في صحراء الجزائر بين سنتي 1957 و1966 إبان فترة الاستعمار.
وجاءت دعوة تبون خلال حوار مطول أجراه مع مجلة “لوبوان” الفرنسية، تطرق فيه إلى العديد من المسائل والملفات.
وأكد تبون أن “الجزائريين ينتظرون اعتراف فرنسا بجميع جرائمها، ونطلب من فرنسا تنظيف مواقع التجارب النووية، ونأمل في أن تعالج ضحايا التجارب النووية”.
وطرح وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، العام الماضي، قضية النفايات النووية الفرنسية في بلاده، مؤكدا استمرار معاناة منطقة التفجيرات النووية من الإشعاعات، دون أن ينجح في كسر الصمت الفرنسي المطبق بهذا الشأن.
كما دعا بوقدوم، فرنسا إلى التعامل بجدية في معالجة موضوع التعويضات عن التجارب النووية التي أجرتها في الجزائر خلال ستينيات القرن الماضي.
وخلال مشاركته في اجتماع جرى عبر تقنية التواصل عن بُعد، في أبريل الماضي، والذي خصص للذكرى الـ25 لمعاهدة “بليندابا” التي تهدف إلى خلق منطقة خالية من الأسلحة النووية بإفريقيا، أكد بوقدوم أن “الجزائر عانت من التجارب النووية التي قام بها الاستعمار على أراضيها، حيث خلفت هذه التجارب عدة وفيات وإضرارا لدى الآلاف من الجزائريين علاوة على آثارها على البيئة”.
وشدد في هذا الخصوص على “وجوب معالجة المسائل المتعلقة بالتعويض بطريقة أكثر جدية”، مشيرا إلى أن “الجزائر ستستمر في العمل، من خلال كل الآليات اللازمة، للقضاء التام على أسلحة الدمار الشامل”.
كما دعا إلى نشر هذه الخبرة إلى مناطق أخرى من العالم خصوصا في الشرق الأوسط، مضيفا: “معاهدة بليندابا قد تم التوقيع عليها من طرف أغلبية الدول الإفريقية، مما يعكس التزامهم في هذا المسعى الدولي الذي يهدف إلى مكافحة الأسلحة النووية”.
وفي فبراير الماضي، قال وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم، إن التفجير النووي لفرنسا بصحراء بلاده في الستينيات كان يعادل من 3 إلى 4 أضعاف قنبلة هيروشيما باليابان، ولا تزال له “تداعيات كارثة”
وأشار إلى أن التفجير النووي الفرنسي كان “بقوة 70 كيلوطن، وهو ما يعادل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف قنبلة هيروشيما، وكان لهذا الانفجار تداعيات إشعاعية كارثية لاتزال”.
في مثل هذا اليوم من عام 1960 على الساعة 7:04 صباحا، قامت فرنسا الاستعمارية بأول تفجير نووي في منطقة رقان بالصحراء الجزائرية، في عملية سُميت بـ"الجربوع الأزرق". بقوة 70 كيلوطن، وهو ما يعادل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف قنبلة هيروشيما، كان لهذا الانفجار تداعيات اشعاعية كارثية لاتزال pic.twitter.com/D0JAPkIVCI
— Sabri Boukadoum | صبري بوقدوم (@Boukadoum_S) February 13, 2021
وأجرت السلطات الاستعمارية الفرنسية، سلسلة من التجارب النووية بالصحراء الجزائرية، بلغ عددها 17، في الفترة ما بين 1960-1966، وفق مؤرخين.
وظل ملف التجارب النووية الفرنسية، موضوع مطالب جزائرية رسمية، وأهلية، من أجل الكشف عن أماكن المخلفات النووية، وأيضا تعويض الضحايا ومن تعرضوا لعاهات مستدامة، مقابل رفض فرنسي لهذه المطالب.
ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962، حيث تقول السلطات الجزائرية ومؤرخون، إن هذه الفترة شهدت جرائم قتل بحق قرابة 5 ملايين شخص، إلى جانب حملات تهجير ونهب الثروات.
اترك تعليقاً