عانى أهل مدينة درنه المجاهدة الأمرين من سيطرة تنظيم داعش على مدينتهم وامتثلوا لقول الشعر: ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد فصبروا على الظلم والقهر الذي كانوا يعانونه ولم يلتفت إليهم أحد من الذين يدعون أنهم يحكمون ليبيا من البرلمان وجيش الكرامة وهم على لمح البصر مما يعانون بل عمل جيش الكرامة على العكس من ذلك تماما فكان يقصف المدينة بين الحين والآخر ويشن الغارات على جوانب المدينة ويُحكم الحصار عليها ويعمل على تجويع أهلها الصابرون المقاومون للظلم أياً كان منشأه؟؟؟ فالظلم عندهم وعند الأحرار ظلم لا فرق من أن يقوم به جيش أو دولة أو حكومة أو رئيس، فالله حرّم الظلم على نفسه: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”، فكيف يرضى الأحرار في درنة بالظلم، هذا هو خلافهم مع جيش يدعي الكرامة والكرامة منه براء.
وحين جاء الوعد بالنصر وأذن الله بالتحرير والمقاومة خرج أهل درنه مدينة الثقافة، مدينة الحضر، مدينة الشعر، مدينة الأبطال، مدينة أناس طيبين نعرفهم خرجوا لمقاومة التنظيم المشبوه داعش وعلى رأسهم مجلس ثوار درنه الذين كان لهم السبق في إزاحة ظلم النظام السابق ونصرة مدن أخرى وكان لهم السبق في مقاومة التنظيم وتحرير مدينتهم من أوحاله، خرجوا عاقدين العزم على إخراج التنظيم من مدينتهم مهما كلفهم الثمن. بدأوا مقاومتهم بدك معاقل التنظيم بقوة الذي لا يرى إلا النصر استمر القتال قرابة سنة عانى فيه أهل المدينة ما عانوا وما يعلمه إلا هم فبدلا من أن يساعدهم ويساندهم الجيش الذي اتخذ من محاربة الإرهاب حصان امتطاه عمل عكس ذلك تماما فقد حاصر المقاومين لداعش والمدينة قاطبة وكأنه ينتقم منهم لأنه يحاربون هذا التنظيم المشبوه فمنع تزويدهم بالسلاح والغداء بل اعتقل كثير ممن خرج من المدينة، فأي جيش هذا وأي كرامة ينشدها؟؟؟
بالرغم من الحصار الذي فرض عليهم والمعاناة التي عانوها ممن يفترض أن يمدوا يد العون لهم إلا أنهم لم يخرجوا إلا للنصر فانتصروا ليروون بدماء أبنائهم الزكية وأرضهم الطاهرة بأكثر من مائتي شهيد بإذن الله وليكتبوا في التاريخ أنهم أول مدينة ليبية قاتلت وأخرجت داعش من ديارهم. وحين دحر التنظيم المشبوه وانهزم وأخرج من المدينة ولّى هاربا تجاه مدينة سرت لمسافة تقدر بحوالي ثمانمائة كيلو متر سالكا طريقا واضح الرؤية فلم يعترضه طيران الكرامة ولا جيشها الباسل؟ الذي يدعي محاربة الإرهاب؟؟؟ طلب الأبطال بعدها في اجتماعات موثقة أن يتولى أمر الأمن في مدينتهم أناس متطهرون من رجال الجيش والشرطة فهل في ذلك لبسٌ لكل ذي عقل وقلب سليم؟؟؟ فليفخر أهل درنه بتحريرها وليكتب التاريخ.
وفي الذكرى الأولى لاحتفال مدينة درنه بهذا الانتصار الكبير تحاصر المدينة مكافأة لها مرات ومرات ويمنع عنها الغذاء والدواء ويؤخذ أبنائها أسرى وتتفاجأ ونتفاجأ معهم بغارات جوية لطيران الكرامة على هذه المدينة الأبية؟؟!!! فما هو الدافع إلى ذلك؟ هل الجيش مخترق من أطراف تعمل على عدم استقرار الوطن؟ هل غضب الجنرال وأتباعه وغاروا من أبطال المدينة وتحقيقهم لانتصار لم يحققه غيرهم؟ هل قطع أبطال درنه الطريق في مدينتهم أمام من كان يتخذ داعش طريقا لمكاسب ومصالح شخصية ليس لها علاقة بالوطن؟ هل هو انتقام من شباب وأهل درنه لأنهم قاوموا النظام السابق ولم يرضخوا للظلم؟ هل هكذا يكافئ الأبطال والرجال الذين يحاربون الظلم والإرهاب في بلدي؟ ألا لعنة الله على الظالمين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً