بوقت لا تزال فيه عملية فرز أصوات الانتخابات متواصلة في العديد من الولايات الحاسمة، إلا أن ترامب أعلن فوزه وطالب بوقف احتساب الأصوات، في خطوة قد تزيد من حدة التوتر في الولايات المتحدة وتنذر بأزمة دستورية قادمة.
لا تزال عملية فرز الأصوات متواصة على قدم وساق، لمعرفة نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن مع توقعات بأن تستغرق عملية الفرز ربما أياما.
إلى غاية اللحظة تشير النتائج الأولية ـ التي نشرتها وسائيل إعلام ـ إلى فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 23 ولاية بينها الولايات البارزة وهي فلوريدا وتكساس وأوهايو وانديانا وكنتاكي وميسوري وكلها ولايات فاز فيها في 2016.
بينما فاز منافسه الديمقراطي جو بايدن في 20 ولاية بينها ولايته ديلاوير وولايات كبرى مثل كاليفورنيا ونيويورك وكذلك العاصمة واشنطن، وهو ما يعطيه حتى الآن 224 من أصوات كبار الناخبين وترامب 213، دون احتساب ولاية أريزونا رغم أن بعض المصادر أشارت إلى فوز بادين لكن عملية الفرز لم تنته بعد.
ويتطلّب الفوز بالرئاسة الحصول على أصوات 270 من كبار الناخبين في الهيئة الناخبة.
وتتجه الأنظار بقوة إلى ولاية وينسكانسن، حيث أفادت شبكة “سي ان ان” إلى تقدم بايدن بنحو 0,3 نقطة بمجموع 49,29 وذلك بعد احتساب 95% من أصوات الناخبين.
بوادر أزمة دستورية
وتلوح أزمة دستورية حادة في المشهد الأمريكي، إثر خطاب ألقاه الرئيس المنتهية ولايته ترامب، أعلن فيه فوزه في الانتخابات الرئاسية رغم أن عملية فرز الأصوات لم تنته بعدـ بل وتحدث عن “تزوير” دون تقديم أي دليل ملموس على ذلك. كما طالب بشكل مبهم جدا “بوقف فرز كل الأصوات” مؤكدا أنه يعتزم اللجوء الى المحكمة العليا.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي هاجم فيها ترامب نظام التصويت عبر البريد، بينما صوّت أكثر من مئة مليون ناخب، قبل اليوم الانتخابي بسبب المخاوف من ازدحام في مكاتب الاقتراع في أوج انتشار فيروس كورونا المستجد. ويُعتقد أن معظم الديموقراطيين ادلوا بأصواتهم في البريد، أكثر مما فعل مناصرو ترامب.
في المقابل، ردّت حملة بادين على لسان رئيسها بأن ما قاله ترامب ما هي إلا “محاولة متعمدة لحرمان المواطنين الأمريكيين من حقوقهم الديموقراطية” مؤكدة أن فرقها القانونية مستعدة “لمعركة قضائية طويلة” في حال لجأ ترامب إلى المحكمة العليا.
وفي مؤشر واضح على القلق الناجم عن ما بعد الاقتراع، حصّنت متاجر عدة في مدن كبيرة منها واشنطن ولوس انجليس ونيويورك واجهاتها تحسبا لأعمال عنف قد تلي الانتخابات. وأمام برج ترامب الشهير، انتشرت تعزيزات أمنية مع متاريس وعدد كبير من عناصر الشرطة.
ولم تخف ألمانيا قلقها “من وضع متفجر جدا” في الولايات المتحدة كما أعلنت وزيرة الدفاع آنيغريت كرامب-كارنباور فيما حذر وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابريل من حدوث فراغ في السياسة الخارجية الأمريكية في حال ظلت نتائج الرئاسيات غير واضحة لفترة.
سيناريوهات مفتوحة
وحسب مانقلت شبكة” DW” عن بادين في وقت سابق أنه على الطريق الصحيح للفوز داعيا الأمريكيين الى التحلي بالصبر.
لكن موجة المد الديموقراطي التي كان قد وعد بها بايدن داخل الولايات الجمهورية تقليديا على غرار كارولاينا الشمالية او تكساس لم تتحقق. كما أن الفوز الديمقراطي ظلّ غائبا في فلوريدا التي سبق ان فاز فيها ترامب في عام 2016 ، وكذلك الأمر في أوهايو التي ومنذ العام 1964 يفوز فيها كل مرشح بلغ كرسي الرئاسة.
ووسط سباق دراماتيكي محموم، لا زال للمرشحين معا فرصا للفوز. وطريق بايدن الى البيت الابيض يمر عبر الشمال الصناعي للبلادـ وعليه الفوز بولايتين على الأقل من الولايات 3 المتنازع عليها في الشمال الصناعي بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن التي سبق أن فاز فيها الملياردير الأميركي قبل 4 سنوات.
وهناك اجماع بأن ولاية بنسلفانيا قد تكون المحطة الأخيرة والحاسمة 20 صوتا لكبار الناخبين، لكن النتائج يقول المراقبون لن تكن متاحة بشكل نهائي قبل الجمعة القادمة، نظرا للمستوى القياسي للتصويت عبر البريد، والذي فاق مليون صوتا.
لكن إذا ما ضمن ترامب الفوز في نورث كارولاينا وألاسكا وجورجيا فإن فرصه ستكون قوية جدا للفوز.
اترك تعليقاً