أكد الخصمان المتقاتلان الجيش السوري والجيش السوري الحر قبولهما بالهدنة التي اقترحها الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي، في وقت قال فيه نشطاء معارضون ان لا احد في سوريا يأخذ الهدنة على محمل الجد.
وجاء الالتزام باحترام وقف إطلاق النار مع تأكيد الطرفين على الاحتفاظ بحق الرد في حال استمر الطرف المقابل في عملياته العسكرية.
واعلن الجيش السوري الحر الخميس التزامه بالهدنة “اعتبارا من صباح الجمعة” الذي يوفق اليوم الأول لعيد الاضحى في البلاد.
وقال العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الاعلى لهذا الجيش “نحن ملتزمون بوقف النار اعتبارا من صباح الجمعة اذا التزم النظام بذلك.. لكن اذا اطلقت رصاصة واحدة، سنرد بمئة”.
واضاف ان هذا القرار يلزم “المقاتلين الخاضعين للمجلس العسكري الأعلى وعددهم لا بأس به، الا ان هناك فصائل مسلحة اخرى تتبع قيادات اخرى”.
وكان الجيش السوري قد أعلن بدوره وقف العمليات العسكرية في سوريا اعتبارا من الجمعة لغاية يوم الاثنين.
واشارت قيادة الجيش في بيانها الى احتفاظها “بحق الرد” في حال “استمرار الجماعات الارهابية المسلحة باطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة”.
واكد الجيش السوري أن الرد سيحصل أيضا في حال “قيام المجموعات الارهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الاعلان او الحصول على الامداد بالعناصر والذخيرة”، أو في حال قامت “دول الجوار بتسهيل تمرير الارهابيين عبر حدودها الى سوريا انتهاكا لالتزاماتها الدولية بمكافحة الارهاب”.
وقال نشطاء معارضون في دمشق انه لا احد ياخذ الهدنة على محمل الجد.
واظهرت لقطات فيديو تم تحميلها على موقع للإعلام الاجتماعي على الانترنت، ما يعتقد انها قوات سورية تقصف مناطق داخل دمشق وحولها الخميس، قبل يوم من هدنة مقترحة لمدة اربعة ايام خلال عيد الاضحى.
وأظهرت لقطات أخرى انفجارات في مدينة حمص قد تكون نفذتها كتيبة الفاروق التي أعلنت الخميس أنها ستحترم الهدنة المقررة ليوم الجمعة.
ويقول مراقبون إن تعدد الفصائل المقاتلة للجيش السوري ربما يجعل من تطبيق وقف القتال أمرا يصعب التكهن به.
وقال العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الذي قبل بوقف اطلاق النار إنه “لا توجد قيادة موحدة حقيقية للمقاتلين المعارضين للنظام في سوريا”.
وكانت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة اعلنت الاربعاء في بيان نشر على مواقع الكترونية رفضها الالتزام بالهدنة.
وأعلن المبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي الاربعاء في القاهرة انه حصل على موافقة السلطات السورية و”معظم مسؤولي” المعارضة المسلحة الذين تمكن من الاتصال بهم على هدنة لمناسبة عيد الاضحى الذي يحتفل به من 26 الى 29 تشرين الاول/اكتوبر في سوريا.
في الاثناء تنظر منظمات إغاثية هدوء الأوضاع لتتمكن من نجدة ىلاف الاسر السورية التي تعيش أوضاعا صعبة بعد ما يقارب من سنتين من قتال يستمر بلا هوادة.
وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 19 شهرا الى مقتل اكثر من 35 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الخميس استعدادها لارسال مساعدات لالاف الاسر السورية في اماكن تعذر الوصول اليها حتى الان، في حال الاتفاق على وقف المعارك.
وقالت المفوضية في بيان “ان وكالة الامم المتحدة للاجئين وشركاءها على استعداد لارسال آلاف رزم المساعدة العاجلة (..) الى اسر تقيم في مناطق تعذر الوصول اليها حتى الان، في حال تم تطبيق مشروع وقف اطلاق النار لمدة اربعة ايام”.
واوضحت المفوضية انه هناك ما مجموعه 550 طنا من المساعدات جاهزة لتوزيعها على اكثر من 13 الف اسرة اي نحو 65 الف شخص.
وجهزت المفوضية بالخصوص خمسة آلاف رزمة مساعدة انسانية عاجلة لاسر في حلب ويجري حاليا ايصال حوالي خمسة آلاف رزمة اخرى.
ويامل مكتب المفوضية في العاصمة دمشق من ناحيته في ارسال نحو الفي رزمة عاجلة لاسر حمص الخميس.
كما ان هناك نحو عشرة آلاف رزمة جاهزة للارسال الجمعة والسبت من مكتب المفوضية في الحسكة الى الرقة. كما تامل المفوضية في ارسال مساعدات الى المناطق الواقعة في جنوب الحسكة.
واوضح ممثل المفوضية في سوريا طارق الكردي في البيان “نريد مع شركائنا ان نكون قادرين على التحرك السريع اذا سمحت الظروف الامنية في الايام القادمة”.
واضاف “هناك مناطق في محيط حلب وادلب والرقة وحمص لم نتمكن من ايصال المساعدة الانسانية اليها لبعض الوقت. واذا ما توفرت الفرصة فسنكون على استعداد للتحرك”.
وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان النزاع خلف نحو 360 الف لاجىء فروا من المعارك وان 1,2 مليون شخص بحاجة للمساعدة في سوريا.
وقالت مفوضية اللاجئين الثلاثاء انها حققت 50 بالمئة من هدفها في مستوى توزيع رزم المساعدات غير الغذائية على مئة الف اسرة سورية (اي نصف مليون شخص) من الان وحتى نهاية العام.
اترك تعليقاً