تربينا وترعرعنا في بيت واحد يشمل أبناء وبنات العم تحت سقف بيت واحد وفوق كل هذا من يلم شمل العائلتين الكبيرتين وهما على رأس الهرم أبي وعمي رحمهما الله فهما من يجمع الكلمة ويرعى الأسرة كلٌ في مكانه تربينا إخوة متحابين وهذا حال الأسر والعائلات الليبية قديما بيت يضم في الغالب أكثر من عائلة، بل كل غرفة بها عائلة ود واحترام وتقدير واحتشام، فأين نحن الآن؟.
الآن الأمر يكاد يختلف تماما إلّا من رحم ربي وقليلٌ ما هم فقد ساءت العلاقات بين أفراد المجتمع عامة ناهيك عن القرابة أو الجيرة أو المعرفة أو الصحبة وساءت بين الإخوة ونقول هنا خاصة لأن العلاقة بين إخوة الدم هي علاقة فعلا خاصة لمن أُعطي الفهم والتقدير وألقى السمع أي استمع وهو فهيم ولكنها أخيرا أصبحت غير ذلك!!!.
كثيرا ما نسمع أن من الإخوة من يمر عليه أسابيع وأشهر وقد يمتد الأمر إلى سنوات دون التواصل مع إخوته بل في بعض الأحيان يتجاهلهم وقد يصل الأمر إلى القطيعة على أمر دنيوي لا يستحق قطيعة إخوته في كثير من الأحيان وعادة ما يكون على مال أو سوء فهم ليتطور الأمر إلى أسوء من ذلك وليس لذلك تفسيرٌ إلّا إنه التهاون وعدم الاهتمام والتقدير لحق العلاقة الأخوية، يا أيها القارئ لا تدع المال عاملا للعداء بينك وبين إخوتك بل دعه يكون عاملا للتآزر والتآلف والتعاون والحب فأنت من يصنع التغيير فاجعل علاقتك بإخوتك علاقة استمرار للأبناء والبنات ولا تجعلها علاقة قطيعة واجعل نفسك سببا للخير المستمر واعلم أنه ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها الأحبة إن الأخُوة دمٌ يجري في عروقنا وإن تنكّر البعض لذلك، دم في عروقنا وإن تظاهر بعضنا بالتجاهل أحيانا فدعك من نفسك ودعك ممن حولك ممن يحاول النيل من هذه الرابطة الخاصة فلا تأخذك الأحاسيس الكاذبة ولا الشعور المزيف الذي قد ينتابك بين الحين والآخر لتنال من إخوتك، دعك من ثقافة بالية على غرار إن زرتني زرتك وإن أعطيتني أعطيتك فمن كان هذا سلوكه مع إخوته خاصة ومع الناس عامة فلن يجني إلا مشاعر الألم والحزن والغلظة والفظّة ستنال منه قبل أن تنال من إخوته وما هكذا التعامل مع الإخوة؟؟!!!.
علّم أهلك وأولادك أن إخوتك شيءٌ خاص مقربٌ إلى قلبك لا يقبل النقاش، حوّل ذلك حب واقعي يشعر فيه إخوتك وأخواتك بقيمتهم عندك، إجعل كل واحد منهم يشعر باشتياقه لك وأن همومه هي همومك ودموعه هي دموعك وأفراحه هي أفراحك كن عونا لهم ولو بكلمة طيبة قبل أن يطلبوا منك ذلك، إخوانك وأخواتك ليسوا أرقاما في حياتك ولكنهم واقعا يجري في دمك وعروقك حملتكم بطن واحدة، أكلتم غذاء واحد من صحن واحد وشربتم من نفس الكأس وعشتم نفس الذكريات فلن تستطيع نسيان أو محي كل ذلك بل يجب أن تحافظ وتفتخر بهذا التراث الإجتماعي فهو الحنين جُلّه، والأخ بالنسبة لأخته هو الصديق الوفي رفيق الصبا والسند القوي.
عليك بإخوتك وأخواتك فالفطرة أنهم إذا ذهبوا فلن يعوّضوا ولن يأتي غيرهم أبدا فاحرص عليهم بالتواصل بالبر بالمودة بالإخلاص بالوفاء أَكْرمَ الرسول صلى الله عليه وسلم عجوزا جاءته فسُئل في ذلك فقال: “كانت تأتينا أيام خديجة”!!! إنه الوفاء فكن وفيًّا لإخوانك ستكون سعيدا بهم وشقيًّا بدونهم وإذا أنعم عليك بيسر فلا تبخل عليهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً