ادارة اوباما تحشد تأييد الكونغرس لتوجيه ضربة لنظام الاسد

مقامرة سياسية
مقامرة سياسية

أطلقت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما حملة تعبئة لحشد تأييد أعضاء الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال مسؤول كبير في البيت الابيض، ان اوباما أطلق حملة تعبئة مكثفة لاقناع اعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ويسعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري لاقناع الكونغرس بالموافقة على شن العمليات مؤكدا ان واشنطن لديها ادلة على ان هذا نظام الاسد استخدم غاز السارين في هجوم 21 اب/اغسطس قرب دمشق.

وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان الرئيس اوباما ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الابيض ضاعفوا جميعا عدد المكالمات الهاتفية مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.

واضاف “في كل المكالمات واجتماعات الاحاطة نكرر الحجة الاساسية نفسها: اذا لم نفعل شيئا ضد الاسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية وهذا قد يشجع الاسد وحليفيه الاساسيين -حزب الله وايران- الذين سيرون ان انتهاكا صارخا الى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات”.

وبعد ظهر الاحد عقدت جلسة احاطة خاصة باعضاء الكونغرس حصرا وقد شارك فيها حوالى 70 عضواً.

والاثنين يستقبل اوباما في البيت الابيض جون ماكين، السناتور الجمهوري النافذ الذي قال الاحد انه غير واثق مما اذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة الى نظام الاسد، علما بانه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق.

واضاف المصدر ان البيت الابيض سيجري الاثنين سلسلة اتصالات هاتفية فردية باعضاء في الكونغرس، اضافة الى اجتماع مع برلمانيين ديموقراطيين.

وعقب قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما ليل السبت الاحد بشن ضربة على سوريا وطلبه موافقة الكونغرس على ذلك، دعا كيري الكونغرس الى الموافقة على تلك الضربة العقابية، مؤكدا ان العالم لا يمكنه ان يتغاضى عن استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية.

وقال كيري ان عينات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا الى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق والتي تم تقديمها بشكل مستقل الى الولايات المتحدة، تظهر اثارا لغاز السارين القوي.

وفي تطور وصفه كيري بانه مهم جدا، قال لشبكتي ان بي سي نيوز وسي ان ان “اطلعنا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من اول الواصلين الى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى اخضاعها للفحص”.

وقال ان فحص “اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا”.

واضاف “مع كل يوم يمر تزداد قوة الادلة. نحن نعلم بان النظام امر بشن هذا الهجوم ونعلم بانه استعد له ونعلم من اين اطلقت الصواريخ”.

واطل كيري عبر العديد من القوات التلفزيونية الاحد لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية اميركية على سوريا.

وكيري، السناتور السابق، دعا الكونغرس الى منح اوباما الضوء الاخضر لشن تلك الهجمات على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال النائب الديموقراطي اليوت انغل قبل الدخول الى اجتماع تشاوري مغلق في مبنى الكابيتول الاحد “في حال كان الكونغرس نزيها فسيدعم الرئيس (…) الا اننا لا نستطيع منع النواب من الدخول في معركة سياسية للسعي الى اسقاط الرئيس او اضعافه”.

واقدم اوباما على مغامرة سياسية كبيرة باحالته على الكونغرس مسؤولية اتخاذ قرار بشان توجيه ضربة لسوريا.

ومن المقرر ان يعرض اوباما الاسبوع المقبل المبررات الاميركية لهذه الضربة خلال قمة مجموعة العشرين التي يحضرها عدد من قادة العالم في روسيا.

وقال كيري لشبكة “ان بي سي” ان “رئيس الولايات المتحدة لا يعتزم ولا يريد ان تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية الحرب الاهلية السورية”.

واضاف “لا يريد (اوباما) القيام بذلك. ما يريد القيام به هو تنفيذ قواعد الميثاق الدولي لحظر استخدام الاسلحة الكيميائية”.

واكد ان اوباما واثق بانه عند عرض قضيته فان “الناس سيدركون ان العالم لا يمكنه ان يقف مكتوف اليدين ويسمح للاسد او لاي شخص اخر بان ينتهك ميثاقا عمره يقارب مئة عام. يجب ان لا تستخدم هذه الاسلحة”.

وافاد مصدر برلماني ان لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ يمكن ان تصوت ابتداء من صباح الاربعاء على القرار. اما الجلسة العامة لمجلس الشيوخ فلن تعقد قبل اسبوع التاسع من ايلول/سبتمبر مع انتهاء العطلة البرلمانية.

ويرجح ان يحصل اوباما على موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون. كما دعا السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين الى توجيه ضربة عسكرية لسوريا، الا انه يريد كذلك الاطاحة بالاسد لانهاء النزاع المسلح الذي اودى باكثر من 100 الف شخص منذ اذار/مارس 2010.

وقال كيري لشبكة ان بي سي انه يعتقد ان الكونغرس سيوافق على طلب الرئيس اوباما.

وقال “لا اعتقد ان الكونغرس الاميركي سيتخلى عن هذه اللحظة .. واعتقد ان الكونغرس سيوافق”.

وتابع “لا اعتقد ان زملائي السابقين في مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة سيديرون ظهورهم لجميع مصالحنا ولمصداقية بلادنا، وللاعراف المتعلقة بتطبيق الحظر على استخدام الاسلحة الكيميائية المطبق منذ العام 1925”.

واضاف ان “الكونغرس تبنى ميثاق حظر الاسلحة الكيميائية، وصادق على قانون محاسبة سوريا. والكونغرس يتحمل المسؤولية في هذه الحالة كذلك”.

وصرح الوزير الاميركي لشبكة “سي ان ان” بانه نتيجة الادلة الجديدة فقد تتمكن الولايات المتحدة من توفير “دعم اكبر للمعارضة السورية، وان تبذل جهدا اكبر لمساعدة المعارضة لكي تتمكن من مواصلة القتال ضد نظام الاسد”.

ولكن الطريق امام اقرار الضربة العسكرية في الكونغرس لا يبدو سهلا، فقد حذر عدد من اعضاء الكونغرس من كلا الحزبين من ان نص مشروع القرار بصيغته الحالية “مفتوح جدا”، ولا سيما لكونه لا ينص صراحة على عدم ارسال قوات الى الاراضي السورية او ايضا لا يحدد سقفا زمنيا للتفويض.

وقال العضو النافذ في مجلس النواب كريس فان هولن ان “مشروع القرار الذي رأيته ضبابي جدا ومفتوح جدا (…) مثلا، هو لا ينص على منع ارسال قوات الى الارض وهو مفتوح بالكامل على صعيد السقف الزمني”.

واضاف انه لا يعتزم اعطاء الرئيس اوباما “شيكا على بياض”، في اشارة الى مشروع القرار الذي ارسله البيت الابيض الى الكونغرس السبت.

وقال النائب الديموقراطي جيم هايمس اثر اجتماع الكابيتول ان “القرار بصيغته الحالية لا يحظى بالدعم اللازم، هناك الكثير من القلق كونه مفتوحا جدا”.

اما السناتور الجمهوري باتريك ليهي رئيس لجنة العدل فكشف انه يعمل منذ الان على صيغة بديلة تكون محددة اكثر.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً