تصاعدت وتيرة الاحتجاجات واعمال الشغب في الاردن ليل الاربعاء الخميس مع مقتل اثنين في مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين يطالبون بالغاء القرار الحكومي القاضي بزيادة اسعار المحروقات بنسب تصل إلى اكثر من النصف.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب مقاطع فيديو تظهر احراق صورة للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في لواء ذيبان (جنوب) وسط هتاف لعشرات الشبان “الشعب يريد اسقاط النظام”.
وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) نقلا عن بيان للشرطة ان مسلحين هاجموا ليل الاربعاء الخميس مركزا للشرطة في اربد في شمال المملكة فقتل احد المهاجمين واصيب 12 شرطيا بجروح.
من جهة أخرى، توفي أحد رجال الأمن العام برتبة عريف متأثرا بجراح أصيب بها أثناء هجوم مسلح على مركز أمن شفا بدران في العاصمة عمان، حسبما أعلن المركز الاعلامي لمديرية الأمن العام.
واندلعت مساء الثلاثاء اضطرابات في الاردن بعد ان زادت الحكومة اسعار المشتقات النفطية بنسب متفاوتة تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز الموازنة للعام الحالي في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.
ويشهد الاردن منذ ليل الثلاثاء احتجاجات واعمال شغب شملت اعتداءات على مبان ومؤسسات حكومية ومراكز امنية واوقعت اصابات بعد قرار الحكومة زيادة اسعار المحروقات في بلد قارب عجز موازنته خمسة مليارات دولار.
وفي منطقة جبل الحسين، تجمع المئات من الناشطين بالقرب من دوار فراس العجلوني لكن قوات الدرك لاحقتهم من شارع الى شارع حتى استطاعت فض مسيرتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي معان (جنوب) أضرم مجهولون النار في منزل محافظ معان، الذي يقع قرب مكان اعتصام مفتوح نفذه عدد من أبناء المحافظة، بمنطقة دوار العقبة، احتجاجا على قرار رفع أسعار المشتقات النفطية.
وقال المركزالاعلامي للأمن العام في بيان صادر عنه الاربعاء انه “في مدينة معان، خرجت مسيرات احتجاجية بأعداد متفاوتة في أوقات مختلفة، رافقها جميعا إطلاق عيارات نارية وإغلاق طرق وأعمال تخريب وتكسير للممتلكات العامة والخاصة”.
واضاف ان المحافظة شهدت محاولة اقتحام لمقرها “نتج عنها إصابة احد أفراد الدرك بعيار ناري في منطقة الفخذ، وأسعف للمستشفى وحالته العامة غير مستقرة، وجرى لاحقا إخلاؤه للمدينة الطبية بطائرة مروحية”.
وأضاف ان “محافظات الكرك والطفيلة والعقبة ولواء الشوبك، شهدت خروج فعاليات احتجاجية، رافقتها محاولات اقتحام لمقار المحافظات هناك، فيما قام المحتجون بإغلاق بعض الطرق وإشعال الإطارات التي نتج عنها جميعا أضرار مادية في الممتلكات”.
وقررت الحكومة الاردنية مساء الثلاثاء رفع اسعار المشتقات النفطية بنسب متفاوتة تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز الموازنة للعام الحالي في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.
وبعد نحو ساعة من القرار، اعتصم نحو الفي شخص في دوار الداخلية وسط عمان وهم يهتفون “اللي بيرفع بالاسعار بدو البلد تولع نار” و”يا نسور ارحل ارحل” في اشارة الى رئيس الوزراء عبد الله النسور.
واضطر رجال الامن الى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق هؤلاء المعتصمين.
وبموجب القرار الحكومي، تمت زيادة سعر بيع اسطوانة الغاز المنزلي الى 10 دنانير (14 دولارا) بدلا من 6,5 دينار (9 دولارات) وسعر ليتر بنزين 90 اوكتان الى ثمانين قرشا (1,12 دولار) بدلا من 71 قرشا (دولار واحد).
وقالت الحكومة انها ستقوم بتعويض الاسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي عشرة الاف دينار (حوالى 14 الف دولار) بمبلغ 420 دينارا سنويا (حوالى 592 دولارا).
من جانب اخر، قررت هيئة تنظيم النقل البري زيادة اجور وسائط النقل العام في البلاد ورفعها بنسبة 11% لوسائط النقل العاملة على الديزل و9% لوسائط النقل العاملة على البنزين بما فيها سيارات الاجرة اعتبارا من الاربعاء، على ما افاد مدير عام الهيئة جميل مجاهد.
ويأتي قرار زيادة اسعار المشتقات النفطية قبل نحو شهرين من موعد الانتخابات النيابية المقررة في 23 كانون ثاني/يناير المقبل والتي يأمل الاردن ان تشكل نقطة تحول سياسية تاريخية في المملكة.
واعلنت نقابة المعلمين الاربعاء في بيان اضرابا عاما شمل قرابة 120 الف معلم ومعلمة في مدارس المملكة ردا على “قرار الحكومة الجائر وغير المسؤول برفع الأسعار والاعتداء على جيوب المواطنين وانتهاج سياسة افقار الشعب وتجويعه”.
كما اعلنت نقابة المحاميين التوقف عن المرافعات امام المحاكم.
وتستعد نقابات عمالية اخرى لاتخاذ خطوات مشابهة، فيما اعلن عدد من المجموعات الشبابية والحركة الاسلامية النية في تنظيم تظاهرات تصعيدية في مختلف مناطق المملكة.
ويشهد الاردن منذ كانون الثاني/يناير 2011 تظاهرات ونشاطات احتجاجية سلمية تطالب باصلاحات سياسية واقتصادية ومكافحة الفساد.
اترك تعليقاً