أعلن رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الرحيم الكيب السبت التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين القبائل في سبها، جنوب البلاد، بعد ستة أيام من المعارك الدامية. وقال الكيب “نعلن أن جهود المصالحة أسفرت عن اتفاق على وقف إطلاق النار”، مؤكدًا أن “الهدوء يسود سبها الآن”.
من جانبه قال رئيس الاركان يوسف المنقوش ان “الوضع هادئ حاليًا، والقوات التابعة لوزارة الدفاع تؤمن المنشآت والمناطق الاستراتيجية في المدينة وخاصة المطار”. وكان الاثنان يتحدثان في مؤتمر صحافي مشترك في طرابلس الى جانب وزير الدفاع ووزيرة الصحة.
هذا وقتل 16 شخصًا على الاقل في معارك عنيفة جرت السبت بين قبيلة التبو وقبائل عربية في سبها بجنوب ليبيا بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر محلية وطبية.
وقال طبيب في مستشفى سبها يعالج الضحايا من القبائل العرب ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 50 اخرين السبت بين الساعة 3:00 (1:00 ت.غ) و12:00، فيما اشار مسؤول محلي من التبو الى سقوط ثمانية قتلى من قبيلته.
وقال الطبيب عبد الرحمن العريش لوكالة فرانس برس “لم نخلد الى النوم منذ مساء امس، لقد هاجمت قبيلة التبو سبها اعتبارا من الساعة 3:00 وكانوا على وشك الاستيلاء على المدينة. كل السكان حملوا السلاح للدفاع عن انفسهم”، مشيرا الى ثمانية قتلى في صفوف القبائل العرب في المدينة.
من جهته قال ادم التباوي المسؤول المحلي عن قبيلة التبو ان ثمانية قتلى سقطوا “واصيب اشخاص عدة اخرين”. واضاف “لقد التزمنا بهدنة ونريد المصالحة، لكن القبائل الاخرى، لا سيما اولاد سليمان، لا يتوقفون عن مهاجمتنا منذ ايام عدة. نحن محرومون من المياه والكهرباء”.
وبحسب مصادر متطابقة عدة فان مقاتلين من التبو تم دحرهم في الايام الماضية الى مسافة كيلومترات عدة نحو جنوب سبها، شنوا صباح السبت هجوما مضادا محاولين الدخول الى المدينة.
ما لا يقلّ عن 147 قتيلاً و395 جريحًا في معارك سبها
سقط 147 قتيلاً على الأقل و395 جريحًا في المعارك القبلية التي جرت منذ الاثنين في سبها، في الجنوب الصحراوي الليبي، كما اعلنت وزيرة الصحة الليبية.
وقالت فاطمة الحمروش في مؤتمر صحافي إن الحصيلة كانت حتى مساء السبت 147 قتيلاً و395 جريحًا، مؤكدة أن هذا العدد لا يشمل ضحايا مواجهات السبت التي تقول مصادر محلية إنها أسفرت عن مقتل 16 شخصًا على الأقل.
8 آلاف من الثوار الليبيين السابقين يلتحقون بوزارة الدفاع
واعلنت وزارة الدفاع الليبية السبت تسجيل اكثر من ثمانية آلاف من الثوار السابقين لتدريبهم على حماية الحدود والمواقع الاستراتيجية وخاصة المواقع النفطية.
وقال نائب وزير الدفاع صادق العبيدي خلال التوقيع على اتفاق تجنيد هؤلاء المتمردين السابقين ان “المسجلين الثمانية آلاف قادمون من كل مناطق ليبيا”. وينص الاتفاق على تدريب ثمانية الاف و55 مقاتلا سابقًا يتم نشرهم على الاثر على حدود ليبيا الشاسعة ومنشاتها النفطية الاستراتيجية.
واضاف العبيدي ان “الكثير منهم جاء من مناطق قريبة من حقول النفط، وقد تولى بالفعل حماية هذه المنشات في الاشهر الاخيرة”، موضحا ان فترة التدريب ستستغرق ستة أسابيع.
وكانت السلطات الليبية، التي تشعر بالقلق من انتشار الأسلحة وزيادة الحوادث بين المجموعات المسلحة، قد اطلقت خطة لإعادة دمج الثوار السابقين، البالغ عددهم نحو 200 الف، داخل المجتمع المدني، وذلك بعدما حاربوا نظام العقيد معمّر القذافي، الذي سقط في تشرين الاول/اكتوبر 2011.
ومن المقرر ان ينضم نحو 50 الفًا من هؤلاء الى وزارتي الداخلية والدفاع، فيما يمكن ان يحصل الآخرون على مساعدات مالية لتنفيذ مشاريع خاصة او لاستكمال دراستهم. واعتبر المكلف شؤون المقاتلين السابقين انه “لا يمكن تعزيز مؤسسات الدولة من دون ضم الثوار”.
وتواجه السلطات صعوبة في فرض سيطرتها على البلاد، حيث اوقعت معارك عنيفة بين القبائل في الجنوب الصحراوي عشرات القتلى والجرحى منذ الاثنين، في حين تطالب حركات في الشمال بحكم ذاتي، ما يثير مخاوف من تقسيم ليبيا.
اترك تعليقاً