لست سياسياً ولا أدعى ذلك ولا أحب أن أكتب في السياسة ولست من النخب الإسترزاقية التي تتلاعب بالألفاظ والمصطلحات الصحفية حتى تظهر نفسها بأنها تفهم في السياسة ومثقفة أكثر من غيرها وهى ينطبق عليها المثل الشعبي (مع كل وارد عطشان) هذه النخب تجدها في كل دولة (صحفيو وكتاب الأنظمة السياسية) قليل ما يقولون الحقيقة وإن قالوها فهي بتوجيه فكتاباتهم تتوقف على المكافآت والمرتبات والعطايا فهؤلاء مثلهم مثل (أمريكا) لا يمكن الوثوق بهم أو إتمانهم على أسرار الوطن فقد يتحولون إلى ويكيليكس في أي لحظة لمن يدفع أكثر ولو بحثنا عنهم سنجدهم هم من وراء تخريب وعرقلة أي مشروع إصلاحي يهدف إلى تطوير المجتمع واستقرار أمنه وتصحيح مساراته ونشر العدالة بين أبنائه … فمجرد أن تصدر لهذه النخبة الأوامر للكتابة من المتنفذين والتابعين في أي موضوع تراهم يتدافعون نحو (المعطن) لكى ينالوا نصيبهم حتى ولو كانت شربة ماء .. أستميحكم عذراً فانا اكتب بأسلوب بسيط يفهمه الكل وخصوصاً القارئ العادي وهو ما يهمني في الحقيقة وليس أكثر من ذلك (وإللى عندي في الطبق) كما يقال.
غير أنى أحاول جاهداً تحليل الأحداث وردّها إلى أصل مصادر القرارات المصلحية والمخابراتية التي تتزعمها السى آى آى (CIA) والموساد الصهيوني والذى يسعفني في ذلك هو اطلاعي الدائم على مجريات الأحداث ، فلا توجد مشكلة أو إشكاليات دولية أو حروب مفتعلة إلا وورائها هدف سياسي أو اقتصادي أو تفكيك اجتماعي يؤدى إلى الهيمنة وتغيير الجغرافيا فالسودان خير دليل على ذلك فقد أصبح العرب اليوم مقتنعين بضرورة تقسيم السودان جنوباً وشمالاً نتيجة للتكثيف الإعلامي الموجه والترهيب تارة والتخويف تارة أخرى والتهديد والوعيد كذلك، وها هي الصهيونية كشّرت عن أنيابها واعترفت بأنها وراء تقسيم السودان، وها هم العرب ينتظرون على من يأتي الدور ومن تكون الدولة العربية الثانية في التقسيم، فمن يا ترى من وراء إدارة الحروب الأهلية التي تنشب في العديد من الدول وتزداد شدتها كلما تدخلت في حلها دول عظمى مثل أمريكا وبريطانيا وغيرها أليست هذه مؤامرة لتفكيك الأمة العربية لصالح إسرائيل تقودها الدول الغربية علناً وفى الخفاء.
أقول.. منذ سنوات كتبت موضوعاً نشر في الصحافة المحلية تحت عنوان (مذبحة جانجى أولى مذابح القرن) التي ذُبح فيها العديد من أبناء الأمة الإسلامية والعربية في الحرب المفتعلة في أفغانستان حيث قلت..
عجباً لما نراه في هذه الأيام من تناقضات فأصدقاء ورفقاء الأمس أصبحوا أعداءً يتقاتلون وحلفاء اليوم لا تجمعهم سوي مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ويضيع وسط كل هذه المتناقضات شباب من أبناء الأمة العربية خدعتهم المخابرات الأمريكية يوماً ما وجندتهم لمحاربة الاتحاد السوفيتي كما كان يسمى أو محاربة الشيوعية التي اعتبرتها أمريكا عدو الإسلام للوصول إلى أهدافها وبدأت أمريكا تستخدم وسائلها الخبيثة عن طريق مخابراتها باستقطاب الشباب في الدول العربية المتواجدين في أمريكا وأوروبا وخصوصاً من لديهم مشاكل مع بلدانهم لهدف معين تريد الوصول إليهم وتقنعهم أولاً بأن الأمر يتعلق بحماية الإسلام والمسلمين في أفغانستان من الخطر الروسي والقتال مع الأفغان.
علماً بأننا نعلم جميعاً أن الفواتير مدفوعة من قبل بعض البلدان العربية والتي كانت تتولى نقلهم بواسطة الطائرات إلى أفغانستان لقتال الروس نيابة عن أمريكا حتى تم تسميتهم بعد انتهاء الحرب بالأفغان العرب وهنا انقلبت أمريكا لتحقيق أهداف أخرى حيث بدأت في تصدير هؤلاء الشباب العرب إلى بلدانهم لزعزعة الاستقرار والأمن فيها بحجة أن أنظمتها ليست مسلمة كما يرى الأفغان وأنها لا تطبق الشريعة الإسلامية فيا عجب أمريكا تحمي الإسلام والمسلمين وتراعي تطبيق الشريعة الإسلامية.
وما أن وقع حادث مركز التجارة العالمي والضربة القوية التي واجهتها أمريكا في سبتمبر 2001 حتى تغيرت المفاهيم وانقلبت الموازين ومن يدري ربما يكون ذلك سيناريو تم إعداده مُسبقاً لتحقيق أهداف على مستوى العالم، وبدأت أمريكا في اتهام الأفغان وأتباعهم من العرب الأفغان بأنهم وراء هذا الحادث وصحب الاتهام تهديد بالقوة العسكرية فخاف البعض وأنبطح آخرون رعباً والجميع وقفوا ماذا يفعلون؟؟ فتقاطر الحكام العرب على المسؤولين الأمريكيين يرددوا جميعاً (اعصبوها في رؤوسنا) وامسحوها في وجوهنا.
وما هي إلا أسابيع حتى بدأت أمريكا وحليفتها بريطانيا في دك الأراضي الأفغانية بجميع أنواع الأسلحة ليل نهار دون توقف ولا رحمة ويعقد مسئولوها المؤتمرات الصحفية يومياً للتحدث عن الانتصارات العظيمة على أفقر دولة في العالم ،، ولكن ما يهمنا نحن أبناء الأمة العربية هم أولئك الشباب الذين خُدعوا يوماً ما ووضعوا في هذه الحفرة الملتهبة وخسروا أهلهم ووطنهم وذبحوا في حصون مزار الشريف أمام العالم.
هذا قليل من كثير.. فلو رجعنا بالذاكرة لفترة الستينيات فترة المد القومي العربي الذى كان يقوده الراحل عبدالناصر وإلى إذاعة صوت العرب الذى كان يتصدرها صوت المذيع (أحمد سعيد) وهو يردد على مسامعنا وبمرارة (أمريكا يا عرب) … هذا لم يكن إحساساً عابراً أو أسلوباً إعلامياً للإثارة، بل كان واقعاً تحسسته القيادات العربية الحرة والمستقلة فعلاً التي شعرت بأن هناك تيار جارف يريد السيطرة والهيمنة على العالم كله والوطن العربي خاصة الذى يمتلك النفط والمياه والأراضي الزراعية والمعادن والصحراء ورمالها التي لا تقدر بثمن، غير أنه وللأسف هناك بعض السذّج من القيادات العربية المتمثلة في السلاطين والملوك والحكام الخونة الذين شكلّوا طوقاً حول الإرادة العربية حتى تتقزم في إطار (مصر) ولا تخرج إلى الدول العربية الأخرى ، فكانت وسائل الإعلام المضادة التي مولتها أمريكا لتشويه القيادة المصرية وإظهارها بالمظهر المهيمن أو التي تريد الهيمنة على الرأي العام العربي والدول العربية وهو الوتر الذى لعبت عليه أمريكا عند ضعاف النفوس من حكام الأمة العربية الذين خافوا على كراسيهم.. فكانت المؤامرات ضد عبدالناصر وبالتالي كانت الهزائم المتتالية إلى أن قضوا على جمال عبدالناصر ومن المؤكد أن تكون أمريكا وراء تلك المؤامرة .
حتى لا أطيل عليكم فكما قلت سالفاً أنا لست سياسياً وأكره السياسة فهي تحتاج إلى لاعب مراوغ ولا تقبل المصداقية فالنفاق والتملق والكذب والمجاملة التي في غير محلها من أهم صفات السياسي الذى يلعب (بالبيضة والحجر) كما يقول المثل المصري، ولكن أكتب من خلال إحساس صادق و بكل شفافية ومصداقية وما أشعر به في قرارة نفسى وأعتقد أن هناك البعض مثلى يفكرون بهذا الأسلوب ، ويمكن لكل إنسان أن يفكر فيما يحدث من حوله من أحداث سياسية واقتصادية، أليست حرب أفغانستان مؤامرة أمريكية ؟؟ ــ أليس تدمير العراق مؤامرة أمريكية وصهيونية؟؟ أليست الأزمة الاقتصادية العالمية مؤامرة أمريكية؟؟ ــ أليس انتشار وباء إنفلونزا الخنازير مؤامرة أمريكية؟؟ أليس نشر وباء إنفلونزا الطيور مؤامرة أمريكية؟؟ ــ ألم يكن تدمير غزة حتى يتحول تحرير الأرض العربية إلى مجرد مساعدات لغزة وينسى العرب حربهم مع العدو مؤامرة أمريكية صهيونية؟؟ ــ ألم يكن تجسس سفراء أمريكا على الدول العربية ورؤسائها مؤامرة أمريكية؟؟ ــ أليس ما يحدث في سوريا اليوم مؤامرة أمريكية؟؟ أليس ما يحدث فى اليمن والسعودية وتونس مؤامرة واضحة المعالم؟؟؟ وما حدث في بلادنا العزيزة ليبيا أليست مؤامرة دولية لمحاولة تقسيم وطننا ونهب ثرواتنا ونشر الفتنه بين أبناء شعبنا؟؟.. وغيرها وغيرها من المؤامرات التي لا تُحصى ولا تعد، فمن خلال سرد هذه المآسي يبدو أننا شعوباً كما يُقال عنا، تمر علينا الأحداث مرور الكرام وهو ما يتهمنا به الغرب بأننا شعوب مستهلكة لا تفكر في ما يحدث من حولها ، همها في بطونها وشهواتها وبالتالي تصبح عديمة الفائدة في كل شيء فيسهل قيادتها فهي عاطفية سريعة الانفعال تحركها قياداتها من وراء مكبرات الصوت فتصبح طوع أمر قياداتها دون تفكير!!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
يجب ان نتق في كلام المولى سبحانه وتعالى : لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم – صدق الله العظيم وكذبت عصبة الامم