أوقعت إسرائيل الاتحاد الأوروبي في حرج شديد بسبب الفظائع التي ارتكبتها في غزة، فمن جهة يتمسك الاتحاد بدعم إسرائيل و تبنيها كجزء من المشروع الغربي في المنطقة، ومن جهة أخرى يرى الأوربيون أن الجيش الإسرائيلي ورط نفسه و من يدعمه ببحر دم لا يمكن لأحد تغطيته .
أوروبا المنادية بحقوق الإنسان و الديمقراطية، كيف لها أن تدافع عن مقتل 25 ألف فلسطيني خلال ثلاثة أشهر جراء القصف الإسرائيلي، وكيف يمكنها أن تبرر أمام الرأي العام العالمي انحيازها لإسرائيل، يبدو أن الوطة الأخلاقية أكبر من أن تغطى، لذلك لابد من حل سياسي.
ولأن السياسة لعبة الأوربيين المفضلة، فقد بادر الاتحاد الأوروبي لشن حملة ضغط سياسي على إسرائيل، عنوانها العريض إقناع حكومة بنيامين نتانياهو بحل الدولتين و المضي في خطة سلام مع الفلسطينيين.
أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا قالت اليوم الاثنين قبيل حضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إن حل الدولتين الذي من شأنه أن يتيح التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الحل الوحيد للصراع المستمر.
وخاطبة المسؤولة الألمانية نتانياهو بشكل غير مباشر بالقول “كل أولئك الذين يقولون إنهم لا يريدون أن يسمعوا شيئا عن مثل هذا الحل لم يقدموا أي بديل”، ودعت أيضا إلى “وقف إنساني” عاجل للحرب المستعرة في قطاع غزة.
وكان مكتب نتانياهو أكد قبل يومين أن إسرائيل لايمكنها أن تفقد السيطرة الأمنية على قطاع غزة في رده على مقترحات الرئيس الامريكي بخصوص حل الدولتين.
وفي سياق الضغط الأوروبي على إسرائيل قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اليوم إنه يأمل في أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية.
في حين اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي تفرض إسرائيل حصارا مطبقا عليه حاليا ضمن حربها على حركة حماس، “لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك”.
وقال بوريل للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “من الآن فصاعدا لن أتحدث عن عملية السلام، ولكنني أريد عملية حل الدولتين”.
هذه التصريحات تأتي في وقت وزع فيه الاتحاد الأوروبي خطة عمل تتضمن خارطة طريق لتحقيق السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين، ويحاول الاتحاد تسويق الخطة عبر دعوة وزراء خارجية السعودية و الأردن ومصر لحضور اجتماع وزراء الخارجية كما أنه وجه الدعوة لوزيري الخارجية الفلسطيني و الإسرائيلي لمناقشة الخطة المقترحة، فهل يستطيع الأوروبيون إقناع صديقهم نتانياهو بأن حل الدولتين هو الخيار المتاح لوقف العنف و القتل بشكل نهائي.
اترك تعليقاً