إن التآمر على الثورات العربية واضحا جليا من قبل خارج هذه الدول وداخلها فما كان الغرب الداعم لهذه الثورات زعما أن يدع شعوبها تشارك وتصنع الحكم السياسي في بلدانها لأن ذلك الأمر ربما يأتي بما لا تشتهي دول الغرب التي تناصب العداء للأمة مستخدمة شتى الطرق والوسائل السرية منها والعلنية،الحقيقية منها والمغلوطة المخطط لها في مصانع قراراتهم, الأمثلة: إنتخب الشعب الجزائري في منتصف الثمانينات جبهة الإنقاد بالأغلبية لتكون أول حزب أو جبهة تتبنى الفكر الإسلامي كمنهج للحكم فما كان للغرب الداعم والمؤيد للديمقراطية بزعمه ؟؟؟!!! إلا أن رفض النتائج ولم يعترف بها وساهم بشكل كبير في إدخال الجزائر في دوامة العنف التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الجزائريين رجالا ونساء شيبا وشبابا متهما الجبهة بذلك، ولازلت أذكر رفض الحكومة ومن ورائها المجتمع الدولي لطلب جبهة الإنقاد بإجراء تحقيق دولي محايد للتعرف على من يقوم بعمليات القتل الهمجية ؟؟؟ فما الذي يعنيه رفض الغرب والحكومة التحقيق في المذابح ؟؟؟ ومثالنا الحديث هو الإنقلاب على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وإعطاء الشرعية للإنقلابيين ودعمهم من قبل الغرب واليهود لإجهاظ الثورة في مصر ولتحييد الشعب المصري عن المشاركة وصنع القرار السياسي الذي ربما يسير بالمركب ويوجهها غير الوجهة المراد والمخطط لها فتخرج من أيديهم !!! فأين من يدعي الديمقراطية من هذا عجما كانوا أم عربا ؟؟؟!!!
هذا هو حال الغرب معنا لن يترك هذه الأمة تصنع وتستقل بقرارها السياسي والإقتصادي إلا مغلوبا على أمره لأنه يعلم جيدا مكامن قوة وضعف هذه الأمة وما إن برزت عوامل نجاح الثورات في الأفق حتى بدأت المؤامرات تحاك لتعيش الأمة العبودية بل يأخذها الحنين إلى ذلك وتستمر في العمالة ولا تتنفس صعداء الحرية فتستقل وتستقر…. يشاركها في ذلك الجهل والكبر والتعصب والهوى من أبناء الأمة ؟؟؟
المقومات التي ذُكرت وغيرها من العوامل المتشابكة وضعت المطالبين والباحثين عن التغيير في وضع صعب محفوف بالمخاطر فالعامة من الأمة تركن إلى السكون ولا تحب المخاطرة فهي ترضى بالزهد الجبري في الدنيا مقابل أن تستمر في حياة مهما كانت صفة هذه الحياة من ذل وهوان وعبودية وحرمان وترضى بالتحايل على القانون والعرف والدين في سبيل الوصول إلى تحقيق أهدافها المشروعة ولكنها ترفض أن تعلن ذلك على الملأ وتضحي من أجله. وتقف في المقابل ثلة من الذين ربما يعشقون الحرية ويرفضون العبودية ليتحملوا نتيجة هذا العشق ويدفعوا ثمن ذلك أنفس تقدم في سبيل نيل وانتزاع الحرية من بين فكّي الغرب وعملائه فيجدون أنفسهم بين خيارين ليس سهلا إما الإستمرار في معركة الحرية التي قد يخسرونها لأن الكفة مع من لا يشاطرونهم ومن يختلفون معهم ليست متساوية على الإطلاق وبالتالي لا طائل منها أو التنازل عن مطالب الحرية وامتلاك وصنع القرار والعودة إلى الدائرة الصفرية الأولى عملا بالمثل القائل: “وكأنك يا بوزيد ما غزيت”، وبين هذا وذاك يبقى القرار صعبا وزاوية اتخاذه بل وحتى التفكير فيه أمرا ليس بالسهل، ويبقى الباحثون عن التغيير، الباحثون عن الحرية والكرامة بين السفيه الحكيم والحقير الأمير، يبقى الأحرار من هذه الأمة بين أمران أحلاهما مرُّ، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ؟؟؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً