قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أهمية القيم التي كان يُدافع عنها العالم والمؤرخ ابن خلدون، تظهر بشكل واضح في الحياة اليومية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الاثنين، خلال مشاركته في افتتاح مجمع جامعة ابن خلدون بمدينة إسطنبول التركية.
ونقلت صحيفة “يني شفق” عن أردغان قوله، إن ابن خلدون يعتبر أحد أهم مؤسسي علم الاجتماع، إلى جانب براعته في علم السياسة والفلسفة
وأوضح أردوغان أن ابن خلدون أمضى حياته باحثا عن العلم في تونس والجزائر والمغرب والأندلس ومصر.
وأضاف أن ابن خلدون سرد تجاربه وخبراته وفلسفته في كتابه الشهير “المقدمة”.
ولفت أردوغان إلى أن العالم الغربي استلهم علوم الطب والهندسة وباقي العلوم من الشرق.
وتابع قائلا: “أما نحن فقد تجاهلنا ماضينا وجذورنا، لذا فإننا نعاني اليوم أزمة فكرية خانقة، علما أن الاستقلال الفكري يعد أساس الاستقلال السياسي والاقتصادي”.
وأردف قائلا: “صحيح أننا قمنا بإنجازات عظيمة في العديد من المجالات، إلا أننا لم نتمكن من بلوغ المستويات المأمولة في التعليم والثقافة”.
واستطرد: “لم نتمكن بعد من تفعيل رؤيتنا للحضارة بشكل فعلي، فإعلامنا، رغم امتلاكه أحدث البنية التحتية، إلا أنه لا يستطيع إسماع صوتنا، وكذلك نعاني من مشاكل مماثلة في العلوم والتعليم والفن والثقافة”.
ولفت الرئيس التركي إلى أن القوة الفكرية لا تُؤسس على يد السياسيين، إنما عبر رجال العلم والفن والثقافة والحكمة.
يُشار إلى أن ابن خَلدون هو عبد الرحمن بن محمد ابن خَلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (1332 – 1406م)، ولد في تونس وشب وترعرع فيها وتخرّج من جامعة الزيتونة، وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان المملوكي برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من أهم المصادر للفكر العالمي، ومن أشهرها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون).
وابن خلدون مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل، وعاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس، كما تَوَجَّه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، ووَلِيَ فيها قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784-808 هـ)، حيث تُوُفِّيَ عام 1406م عن عمر بلغ 76 عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد.
اترك تعليقاً