قدم شباب ليبيا أروع الأمثلة في كل المعارك التي خاضوها مع داعش والقوة المتآمرة والمتحالفة معها، رغم الكم الهائل مِن الدماء وفداحة الخسائر ،ولكن اصروا على القتال ضد عدو متمكن من التدريب وخوض صراعات ضد شعب أمنيته الوحيدة الحياة.
لم يكن لهم خطط حربية ومهام عسكرية، أكثر منه الاندفاع وتحرير الوطن من ظلم الطغيان، فالظلم أخذ من مدينة سرت مركزاً ومنطلقاً نحو عدم استقرار الدولة، فكان من الشباب من كافة المدن التنادي وإخراج هذا السرطان الذي يريد نهش جسد الوطن.
لم يكن الدافع هو الانتقام او لمجرد الحرب لاجل سفك مزيد من الدماء ،بل كانت حرب لابد منها دفعت دفعا بالشباب لخوضها ،فكان من يلقي السلاح يعامل وفق الأخلاق وتحت راية القانون ،ومن يريد الاستسلام فله ذلك ، والنساء والأطفال لهم الاحترام والمعاملة الحسنة ،لم ينظر اليهم كأبناء قتله او أبناء اجانب ،أتوا من خلف الحدود من أجل تطبيق إسلام غريب عنا وعن كافة الأئمة ولانعرف منه سوى نكاح الجهاد وحور العين، وكأن الإسلام ظهر لأجل تفصيل أركان الجنس عندهم.
انتهت المعركة، وبدأت الجراح بعدم النظر اليهم بعدم تكوين نواة نخبة والاستفادة منها في معارك اخرى مع التنظيم وعلاج الإصابات، فأصبح المصاب ملزم بعلاج نفسه والذهاب الى حال سبيله، بل الاهتمام بمصابي الطرف الآخر وعلاج الدواعش والاهتمام بهم، ورعاية أطفال داعش والاهتمام بهم جيدا من حيث العلاج والأكل والشرب والتعليم، فكان كل ذلك متوفر ، مع التكرار على مسؤولي الدولة المصرية في استلام أطفال ذوي القتلى من الدواعش، فكان الرفض ، وأخيرا تم قبول استقبال الأطفال ولكن في سرية تامة.
تم استقبال الأطفال على متن طائرة خاصة من طرابلس الى مالطا تم نزلت في القاهرة، نزل المسافرين من الطائرة واستقبل الاطفال من قبل ذويهم وكانت الابتسامة و السعادة مرسومة على الوجوه، ووكانوا الاطفال في أحسن مظهر وصحة.
لم ُتشكر ليبيا على هذا العمل ،بل كأن التصريح الرسمي انهم أطفال قتلى اهاليهم خلال الأحداث التي حصلت في ليبيا، في تعمد آخر لرسم صورة سيئة عن ليبيا بأنها دولة إرهاب في المرة الاولى وان ليبيا ملزمة بعد سنوات لأعطى تعويضات لأطفال قتلى آباءهم في احداث ليبيا (ليس دواعش سرت).
اما على صعيد اخر من مسلسل الدواعش عبر الحدود فكل شخص يريد ان يصبح بطل في تونس يصرخ في الشارع التونسي بأن ينقضوا اطفال تونس من ليبيا انهم مختطفين، في حين الدولة الليبية تطلب توقف تدفق الدواعش من تونس واستلام المجرمين دون جدوى، وأي جريمة قتل وذبح للسياح في المغرب تخرج علينا المواقع الالكترونية المغربية بأنهم دواعش من ليبيا، ويعلم الليبيون والعالم انه لاوجود لداعش او ممن فرضتم عليهم تأشيرة دخول على التراب المغربي باجراءات صعبة، بل الذي نعلمه عن وجود جالية مغربية داخلة الاراضي الليبية وبدون أوراق رسمية وعدم قبول السلطات المغربية استقبالهم.
والاهم من هذا وذاك ان داعش راسخة في الذهن العربي متفصل لها على المزاج العربي وتبقى العلامة الفارقة في المعاملة، ف استقبال أبناء الدواعش ومباركة ذلك في مطار القاهرة، مع تحميل السلطات الليبية بشكل ضمني لكل مع حدث، وفرض تأشيرات على الليبيين وانزالهم مع الإهانة في بعض الأوقات بمطار الاسكندرية، يتأكد بكل بساطة ان الدواعش أنقياء والشعب الليبي هو المجرم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
انها خيرات الصخيرات يا اخي
ياأبو زنداح المجرميين اللي عندنا فاقوا بكثير على مجرمي داعش لعنة الله عليهم جميعآ .